آخر الأحداث والمستجدات
بتر ساق طفل ساعات بعد تحريره من احتجاز دام شهرين بمدينة ميدلت
رغم المكانة الطيبة التي أصبح يتبوؤها المغرب نسبيا في مجال حقوق الإنسان وذلك بشهادة المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية، إلا أن ذلك المجال لازال في حقيقة الأمر يعرف عدة خروقات وتجاوزات، خاصة بعد تنامي نسبة الجريمة، وهو تنامي يدل بشكل أو بآخر على أن الفئات المكونة للمجتمع لم تتشبع بعد بقيم الحقوق والحريات وهذا ما نلحظ نتائجه جليا في كثرة الإعتداءات على حقوق الآخرين .
ويذكر في هذا السياق أن عناصر أمنية تابعة لمصلحة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بميدلت، تمكنت زوال يوم الجمعة الماضي 24 يناير 2014م، من تحرير طفل في السابعة من عمره، كان يحتجزه أبوه بالكفالة منذ شهرين داخل غرفة باردة و بحي “عثمان أو موسى” بالمدينة، و أحالته على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمكناس الذي أمر بإيداعه سجن تولال و متابعته في حالة اعتقال بتهم تتعلق بالإيذاء و الضرب و الجرح، و إهمال قاصر وتعريض حياته للخطر الناتج عنه بتر عضو وإحداث عاهة مستديمة.
مصادر مطلعة أكدت لـ”الأحداث المغربية” في مقال نشرته أمسٍ الإثنين 27 يناير 2014م، أن الطفل سمير الذي كان على مشارف الموت، بدا لحظة الإفراج عنه كأنه أحد العائدين من جحيم تازمامارت, غير قادر على الوقوف، نتيجة ما مر به من ظروف قاسية في زنزانته الباردة. فيما دلت آثار كدمات على جسده النحيف تعرضه لجلسات تعذيب وحشية على يد سجانه. كما أظهرت الفحوصات الأولية التي خضع لها المفرج عنه بالمستشفى الإقليمي بميدلت، معاناته من كسر على مستوى الأنف. لكن الأخطر من ذلك، تضيف المصادر،كان إصابة سمير بـ”الغنغرينا /les gangrènes” على مستوى أطرافه السفلى، التي تَحَوَّل لونها إلى زُرقة تميل إلى السواد بسبب ما أصابها من تعفن و اضطرار الصغير للنوم على الأرض الباردة طيلة مدة احتجازه التي صادفت الانخفاض الكبير في درجات الحرارة بإقليم ميدلت. و هي الخلاصات التي تقرر على ضوئها إجلاء سمير، في نفس اليوم، إلى المستشفى الإقليمي مولاي علي الشريف بالرشيدية لتلقي العلاجات الضرورية، التي مكنت من إنقاذ إحدى ساقي الضحية, فيما اضطر الطاقم المعالج إلى بتر الساق الثانية.
و كان مسلسل الإفراج عن الضحية قد انطلق بعد توصل مصالح الأمن بميدلت بإخبارية تفيد بتعذيب أربعيني لربيبه و احتجازه في ظروف لا إنسانية، لتبادر على إثرها الضابطة القضائية بعد استصدار إذن من النيابة العامة بتفتيش منزل المتهم، و هناك وجد عناصر الشرطة سمير في الغرفة الباردة مقيدا على مستوى القدمين، ليتم تحريره ونقله إلى المسشتفى.وهناك كشف سمير بصوت متلعثم، يملأه الخوف من سجانه، أن فصول معاناته بدأت بعد وفاة والدته قبل حوالي السنتين، لتصل ذروتها في الشهرين الأخيرين، عندما قام الرجل الذي ظل يعتبره بمثابة أبيه الحقيقي، باحتجازه داخل الغرفة الباردة مانعا عنه الطعام و الشراب.
و تعليقا على ذلك، قال منير بودكيك, رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بميدلت، في اتصال ب”الأحداث المغربية” إنه و “فور علم مكتب الفرع بمحتوى شريط فيديو يظهر الطفل و علامات العنف و الإهمال بادية عليه قمنا بتدخل مباشر لدى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بميدلت التي أمرت بإحضار الطفل و الأب مع عرض الطفل على خبرة طبية و حمايته مع العمل على تسليمه إلى أقرب مركز لرعاية الطفولة”.
الكاتب : | عبد الملك خليد |
المصدر : | جريدة الأحداث المغربية |
التاريخ : | 2014-01-28 01:46:04 |